لماذا لم يصل الشهب والنيازك والذنبات الى الارض

شادي الزمر
0

الشهب والنيازك :

هي جسيمات تتجول في الفضاء وتأتي كل يوم بالملايين إلى جو الأرض وتتكون من الصخر أو الحديد المخلوط بالنيكل ومعظمها ليس أكبر من رأس الدبوس ولكن بعضها تصل كتلته 60 طنا . ويمكن رؤيتها بالعين وتدخل كل ساعة عشرة شهب للغلاف الجوي للأرض بسرعة 20 , 30 كم / ثانية ( )

            وقد جعل الله الغلاف الجوي حماية للبشر من خطر هذه الشهب يقول تعالى :] وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون [ الأنبياء32 فحفظ الله السماء من أن تقع أو يقع ما فيها على الإنسان .

   ويأتي ذكر الشهب في كتاب الله في قوله تعالى ] وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا [ الجن8 , تشير هذه الآية  إلى ما قالته طائفة من الجن من أنهم لما حاولوا صعود السماء وجدوها قد ملئت حرسا قويا وشهبا محرقة في سماء الأرض تمنعهم من الصعود للسماءأو أى محاولة للاقتراب ، فالشهب تمثل حائط الدفاع الأول للسماء .

وتبدأ الشهب في الظهور وهي على ارتفاع 60 ميلا في الهواء وتختفي عند نحو 40 ميلا , وتهبط الشهب إلى الأرض أسرابا وفرادى . ( )

       وتتحرك الشهب في سرعات فلكية بطبيعة الحال متوسطها نحو 40كم/ث وهي تسبح في أسراب حول الشمس شأنها في ذلك شأن المذنبات والكواكب , ولفظ الكواكب يشمل كل الأجرام حتى الشمس يقال لها كوكب ( )

  والشهاب الكبير عندما ينفذ من جو الأرض ويسقط  على سطح الأرض يسمى نيزكا وهذه الظاهرة نادرة نسبيا . وقد يطلق القرآن الكريم على النيازك العظمى اسم الكسف فيقول تعالى ] إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء [ سبأ9 ، ولا يعرف مصدر النيازك ولكنها تفيد وجود حجارة في السماء وربما كان مصدرها حزام النجيمات , وفي الفراغ بين مساري المريخ والمشترى يعتقد أنه كان كوكب يسبح فيه ثم تفتت إلى حزام يسمى حزام النجيمات لتطلق منه الشهب والنيازك ( )

             فالشهب هي أجرام سماوية تتحرك حسبما قدر لها الخالق ولفائدتها ذكرها القرآن الكريم , والكواكب يمكن أن تكون هي الشهب لأن القرآن ذكر فوائد الكواكب للشهب والكوكب قديما ليس هو المعروف علميا الآن .

وورد ذكر الشهب في القرآن في قوله تعالى ] إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب [ الصافات10 وقوله ] وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا[ الجن9 . فالقرآن يوضح فائدة من فوائدها وهي رجم الشياطين فيقول تعالى ] ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين . وحفظناها من كل شيطان رجيم. إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين[ الحجر 16 – 18 ولعل هذه الشهب هي المراد بالمصابيح في قوله تعالى ] ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين[ الملك5 ويدل على أن المصابيح هي الشهب أنه ذكر أن وظيفة المصابيح هي رجم الشياطين وهي نفس الوظيفة التي ذكرت للشهب في جميع مواضعها في القرآن.

        و لم يتعرض الكتاب المقدس لذكر الشهب إلا في مواضع قليلة يقول ] وأجسام سماوية[ ] اكو 15 :40 [ فيثبت وجود أجسام سماوية والشهب أجسام سماوية وتتبع الشيطان وتجعله يسقط من السماء ] فقال لهم رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء [ ] لوقا 10 :18 [ فالشيطان سقط مثل الشهب التي تسقط من السماء والتي لها بريق ثم يذكر الشهب صراحة ] من أظهر في الشهب فطنة [ ] أي 38 : 36 [ فهذه النصوص تؤكد ذكر الشهب في الكتاب المقدس دون ذكر وظيفتها صراحة.

المذنبات :

هي أجرام سماوية تجر وراءها ذيولا وتظهر في السماء بعض الأحيان , وسماها القدماء النجوم ذات الشعور , ويتكون المذنب من نواة أو رأس صلبة تتجمع فيها مواد من غازات الميثان والأمونيوم وثاني أكسيد الكربون وجسيمات حجرية دقيقة . وعندما تقترب النواة من الشمس أثناء دورانها حولها فإن جزءا من كتلتها يتبخر صانعا ذيلا من الدخان . ويصبح المذنب كالثعبان في السماء متكونا من رأس وذنب في حالة متبخرة . وقد ينقسم الذيل إلى ذيل غازي وذيل من الغبار المحتوي 

 على عناصر من الحديد  والنحاس والنيكل والصوديوم والمغنسيوم . ونواة الرأس أشد ما في الرأس اتساعا , ويدور المذنب في مداره حول الشمس فينحرف قليلا عن الشمس كأن أشعة الشمس تطارده ( ) وبتحليل ما يصل إلى الأرض من ضوء من المذنبات دل على أن بها الصوديوم والمغنسيوم والحديد  والفحم والأوكسجين والأيدروجين والنتروجين مركبات فهي تتركب من عناصر في الأرض ومركبات في الأرض , واتضح أيضا أن بعض ضوء المذنبات يخرج منها وبعض ضوئها ينعكس من الشمس ( )

أما منشأ المذنبات فهو لغز , ويعتقد العلماء أنها من بقايا الكوكب المتحطم , ويعتقد آخرون أنها تأتي من سحابة ضخمة نصف قطرها حوالي 6 مليون  مليون ميل حيث تنفصل منه المذنبات بالقرب من المجموعة الشمسية فيتم أسرها بواسطة  الشمس فتدور حولها في مسارات بيضاوية كبيرة وفترة دوران هائلة , ويقدر عمر المذنب بحوالي مائة دورة حول الشمس لأنه يفقد بالتدريج جزءا من مادته عقب كل اقتراب من الشمس . ويقدر العلماء مقدار ما تطرحه المذنبات من الغبار في المجموعة الشمسية بحوالي ألف مليون طن كل عام . ويختفي المذنب بعد اقترابه من الشمس حتى لا ينتهي , وربما يشار إلى غبار المذنبات وأن هناك نجوما وأجراما تكنس السماء وتزيل الغبار المذنبي في قوله تعالى ] فلا أقسم بالخنس . الجوار الكنس [ التكوير 15-16 ( )  أما الكتاب المقدس فلا يشير الى المذنبات إلا تضمنا في أنه ربما يكون من الأجسام الأرضية ] وأجسام سماوية وأجسام أرضية [ ] اكو 15: 40 [ فالقرآن والكتاب المقدس لم يشيرا إلى المذنبات صراحة ولم يستفيضا في ذكرها بل أشارا إلى آثارها أو اصل تركيبها .

 والشمس هي المؤثرة في الشهب والنيازك والمذنبات فابن سينا يؤكد أن البخار الذي صعد إلى أعلى وتحول نارا هو الذي يسبب ذلك فيقول : " إن لم يتحلل  - المتصعد الذي استحال نارا – بسرعة وبقي كان من ذلك الكواكب ذوات الذوانب والأذناب والشهب "( ) 

أما ابن رشد فيقول " وأما ذوات الأذناب فإنها تحدث إذا كان البخار الممتد له ثبات على حالة واحدة عندما يشتعل إما لكثافة وإما لأن هناك مادة تصعد إليه فتمده على قدر ما يتحلل منه وإما من كليهما جميعا ولا سيما فيما ثبت منها أياما عديدة , وذوات الأذناب أيضا تختلف باختلاف أشكالها وذلك من قبل المادة , وذلك أن منها ما ذنبه مستدير , وربما كان امتداده في استقامة  وربما كان طوله وعرضه متساويين وربما كان طوله أكثر من عرضه وربما كان ذا خمسة أضلاع ( )

وهكذا فإن الشمس هي المؤثرة في تكوين البخار الذي يتكون منه بعد تحوله نارا الشهب والمذنبات والكواكب.

أما الكواكب المنقضة فهي على جهتين إحداهما إذا كان البخار الذي يشتعل ممتداً غير مستوى الأجزاء فيتحرك الالتهاب من جزء إلى جزء  فيخيل إلى الناظر أن كوكباً منقضا بذاته وقد يكون التهاب هذه الكواكب بطفور النار من بعضها إلى بعض وقد تكون من حركة الفلك أما الجهة الأخرى فهي إذا كان الجزء الدخاني الملتهب محصورا في الهواء البارد الرطب ويكون ذلك إذا كان في غير موضعه فعندما يصير البخار نارا تندفع بشدة وبسرعة كالسهم المرمي به للمخالفة التي بينها وبين الهواء البارد وتتجه النار إلى أسفل الهواء أو فوقه أو يمنة أو يسرة . ( ) .

قوس قزح : وهي ظاهرة تحدث عندما تشع الشمس في وقت ممطر ومن خلال قطرات المطر في السحاب والماء يكون المنشور الزجاجي ينكسر عليه الشعاع الساقط والألوان المكونة لضوء الشمس تختلف  في معامل الانكسار فتعطي ألوان الطيف داخل القطرة فتنعكس داخلها الألوان وتنكسر وهي خارجة منها فتظهر الألوان في السماء على شكل قوس ( ) .

    ويرى ابن رشد أن هذا القوس يكون مستديراً فتكون نصف دائرة أو أقل ويرى في هذه القوس ثلاثة ألوان الأحمر إلى الشقرة والأخضر كراثي والأحمر مسكي ( ) .

    وأشار الكتب المقدس إليه " وضعت قوسي في السحاب . . فيكون متى أنشر سحاباً على الأرض وتظهر القوس في السحاب "(تك9: 13ـ14) ويقول" كمنظر القوس التي في السحاب" ( حز28:1) ويقول أيضا" وقوس قزح حول العرش" (رؤ3:4) والقرآن لم يشر إليها ولكن انفرد بالإشارة إليها الكتاب المقدس .


إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)
يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك.معرفة المزيز
Accept !